السبت، 19 فبراير 2011

بداية النهاية تستوجب نهاية البداية


بسم الله الرحمان الرحيم 

بدأت نهاية الدكتاتور زين العابدين بن علي عندما انتقل من مرحلة التجويع و الى مرحلة التهميش بدأت عندما ظن أن أصحاب البطون الخاوية لا يقدرون على التفكير لكنه نسي أنهم قادرون علي التخريب, تخريب ما عمل على بنائه منذ سنين تخريب القواعد الأساسية التي يرتكز عليها لاحكام سيطرته, التمرد كل المبادئ و الاديوليجيات الفكرية التي فرضت على السابقين و التي أراد زرعها في  اللاحقين.

و كما هو معلوم الثورة بدأت من البركان النائم محمد البوعزيزي الذي تجاهله النظام لسنين هذا البراكان التي وصل حد غليان  غضبه لحدود لا يقدر تحملها حتى خرج من باطنه  مظرم النار في جسده و في من حوله. و كان من الممكن اخماد نيران لهيبه و وضع حد انسيال الحمم التي يطلقها في كل مكان محاولا منه جلب انتباه كل البراكين الموجود من حوله، في هذه الأثناء انتقل دخان الحرائق  المشتعلة في سيدي بوزيد الى القصرين ليستفيق التنين النائم الذي ظن البعض أنه هرم و طعن في السن لكنه أثبت العكس متسلما راية المقاومة من رجال سيدي بوزيد بعد أن أنهكتهم قوة البوليس و سقوط شهداء فيه, صاح صيحتا كبيرة حتى وصل صداها كل العالم ليقول لهم التاريخ يعيد نفسه مثبتا أنه لا يخشى الرصاص مستمتعا بسقوط أوراقه و كأني به يبحث عن شيئ افتده منذ زمن بعيد شيئ ولد به و عاش به أجداده انها التضحية من أجل الكرامة امتلأت المستشفيات بالقتلى و تعب البوليس من القتل لكنه لم يتعب و واصل القتال مراهنا على شبابا لا  يعلم شيئ سوى أنه لا يجب أن يكون كما هو عليه و أنه لم يخلق ليكون مستعبدا    وصلت لدرجة أن لغة الرصاص لم تعد تنفع فكلما أسقط ورقة تهاطلت عليه ألاف الأوراق و صلت الى حد اجتمع فيه الكبير و الصغير, الغني و الفقير. اتحد الجميع لقول للعالم نحن أبناء علي بن غذاهم و لسنا أبناء بن علي  

الوضع خطير و الهم واحد و تأكد الجميع أنه لا يمكن أن نتجاهل ما يحدث, تحركت الضمائر و استرجع الشعب ثقته في نفسه التي قتلها الحكم الغاشم بقوة السلاح و السجون و الترهيب و التخويف مستعملين كل وسيلة لقتل أي شيئ جميع الوسائل مباحة المهم أن يرضى السلطان المهم أن يستمر الحال على ما هو فالتغيير لا يشمل الا أرقام حسابات في البنوك  لثلة قليلة تنتمي من كرسي الملك. و مع تيقن الجميع أنه مستهدف اما من قريب أو من بعيد و سيشمله القمع المدني فقام من جلوسه الطويل الذي صلب مفاصله و شل حركته منذ زمن طويل و أصبح من الضروري الالتحاق بالتيار الثوري الذي  يجوب المناطق الداخلية فكانت للكثافة السكانية كلمة قوية زعزع صداها أسوار القلعة المحصنة التي تطبخ فيها المؤامرات ضد الشعب الذي لا يفهم لعبة السياسة و لا يريد فهمها لأنها لا تفهم معتبرينها متاهة و يجب الهروب منها.

 هذا الهروب ما هو الا بداية النهاية التي تستوجب نهاية بدايته فالحالة الطبيعية للانسان هي الحرب و السلام فترة عابرة من الصعب المحافظة على ديمومتها لأن طبيعة الانسان عندما تخلو من القيم الروحانية و عندما يفتك حرية لا قيود لها يعود لنقطة البداية ربما بشكل جديد و طريقة غير مؤلوفة و حتى ان حاول العدل فعدله لن يكون مطلقا  لذالك لن يهنأ الانسان بشي فكل شيئ نسبي و الصراع مازال قائما فمراضاة الناس جميعا بمختلف أطيافها و و رغباتها و أهدافها مستحيلة فالصراع الأول كان من أجل الاطاحة بعائق كان هو السبب الرئيسي في شل حركة الجميع و لكن الآن سيصبح الجميع في صراع في ما بينها و ستكون الكلمة من جديد للأقوى و الأدهى.

مات البوعزيزي و غيره من الشهداء رحمة الله عليهم و بموتهم بدأ الصراع الحقيقي.

مشرف المتاهة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق