الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

لماذا هذه المدونة ؟

                                 بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة و السلام علي أشرف المرسلين

     في زمن إختلط فيه الحابل بالنابل و أصبح فيه الإنسان لا يعلم أنه لا يعلم شيئا و لا يعلم أنه فقد القدرة علي تحديد ما يجب أن يكون عليه، قررت أنا الإنسان أن أتمرد علي نفسي و أتملص من كل القيود التي تكبل أفكاري محاولا بذالك التخلص من الضباب الذي   يحجب الرؤية و يعمي بصيرتي.
 سؤال كان دائما يراودني ولم أجد له إجابة، ما هو الفرق بيني و بين كل الأشياء من حولي ؟ أشياء لا حول و لا قوة لها إلا ما أريد أفعل بها ما أريد أتحكم فيها حسب رغبتي أحيانا أهملها عندما أجد ما يعوضها و أصبح في غني عنها و أحيانا أحافض عليها و أعتني بها لا لشيئ إلا  لأنني أحتاج لها وبعد إنتهاء الحاجة أصبح لا أكترث بها وتفقد قيمتها بعد الإنتهاء منها.

     إذا ؟ 
إعلم أعزك الله و أكرمك و فضلك، أنك لست من يجب أن تكون عليه، و أنه يتم التلاعب بك و أنك أصبحت في هذا العالم الذي تفوقت فيه المادة و فرضت وجودها علينا متخذتنا من جشعنا و أنانيتنا مصدر قوتها، وفقدت الحياة قيمتها لأن المعاني فقدت حقيقتها، زمان أصبحت المصالح تسيره فلا يهم إن كنا لا ننتمي لنفس التيارأو كانت عقائدنا مختلفة المهم هو تحقيق أهدافنا فالغاية تبرر الوسيلة و أصبحت للمبادئ و الأخلاق معاني نسبية  

    هنا تبتدئ المتاهة، فكل إنسان هو في متاهته  إما أن يكون تائه دون علم أو أن يشارك في تفرعها لزيادة تعقيدها وفي كلتا الحالتين نبقي تائهين داخلها و من الصعب الخروج منها لأننا فقدنا قدرة التحكم في أنفسنا. في المتاهة لا تصدق شيئ لأن معظم ما تعلمه ستتأكد أنك كنت تجهله كما أنك لا تستطيع أن تقرر لأنك لا تجد لنفسك العديد من الخيارات لأنك لا تضع القوانين  ولأن غيرك من التائهين وضعك في طريق من إختياره لخدم مصالح متاهته فلا تستغرب يوما إن تفطنت إنه تم إستغلالك من جهة أخري لتحقيق أهدافهم.

     المتاهة،  عالم محير،  تأخذ الشكل الذي تريده و المفهوم الذي تتمناه تلبي لك رغباتك تعطيك قيمة وهمية فقدتها بعدما هيمنت المادة علينا. إنها في صراع داخلي لا متناهي   والغريب  أن الكل مقتنع بما هو عليه و الكل يناضل من أجل غايته.

    من هذه الحيرة من هذا الضياع أطلقت عنان شكي و إستبحت ما هو محضور،  تمردت علي الواقع المفروض وتأكدت أن من مصلحة الآخر أن لا نفكر لأن تفكيرنا هو سلاحنا الذي سيفك أسر حريتنا المسلوبة وهو الذي سيعيد لنا هويتنا .