الأحد، 27 فبراير 2011

الفوضى الممنهجة سلاح الحكـومة التونسية


بسم الله الرحمان الرحيم

فن الوهم فن قديم في الحضارة الفرعونية وانتشر في جميع العالم. يعتمد على إيهام المشاهدين بمجوعة من القدرات الخارقة للطبيعة عن طريق استخدام الخداع البصري وخفة اليد، شنت حرب على هذا الفن في بداية ظهوره في أوروبا في العصور الوسطى للاعتقاد بأنه مرتبط بالسحر الحقيقي و اليوم أصبح الوهم  وهم سلاح يستعمله الكثير وهو من أخطر أنواع الأسلحة بحيث لا يترك لك مجال للتفكير و يجعلك اليوم تعيش في الخيال حتى تصل لدرجة أنه يتمكن منك لتصبح رافظا للواقع و هذه هي المتاهة إن دخلتها فتيقن أنك لن تخرج منها إلا عندما تقوم بمراجعة كل ما تعلمه و تبحث عن الحقيقة بعيدا عن الخدع المتمثلة في الأكاذيب و لا تربط ما تشاهده عينك بالإشاعات التي تدور من حولك إجعل كل حدث على حدى و إياك أن تستعمل العاطفة فهي النقطة الحساسة التي يتغذى عليها الوهم و يستمد منها قوته.

تكون معالجة الواقع بالعودة دائما لنقطة البداية و دراسة الحدث الأول و البحث في دواعي وجوده و أسباب وقوعه اليوم بلدنا تتالى الأحداث بسرعة مهولة و تتلخص في:

إظهار الشيئ من عدمه

المليشيات

هذه الجماعات هي جماعات منظمة و تبرز عند الحاجة. فكلما أرادو تغيير وجهة تفكير الشعب تبدأ أنباء عن هذه الجماعات و في الحقيقة الأمر هي تخرج و تجوب الشوارع و تظهر للناس أنها مسلحة و أحيانا تقتل طالما غايتهم تبرر وسيلة وصولهم للهدف و بالتالي تكون ردة فعل الأهالي هي طلب النجدة من الجهات الأمنية و من أهداف هذه التصرفات بث الرعب في الأهالي و إحداث صدمة حتى ينسو الأمور الأخطر من ذالك وهي المطالب الحقيقية للثورة. إذا نعتبرها تشتيتا للأفكار.

حقائق كانت مخفية تخص النظام السابق

هذه الحقائق التي تتهاطل علينا عبر وسائل الإعلام المحلية و الغربية هدفها إعطاء مصداقية للباحثين عنهم و جل هذه الحقائق تتبلور حول ممتلكات بعض الأشخاص في النظام السابق و تصرفاتهم و الملاحظ في طريقة نشر هذه الأخبار يلتمس بعض التملص من المسؤولية و رميها على عاتق المخلوعين و الأهم طريقة يبث الخبر دون تفاصيل حدوث هذه التجاوزات و كأني بهم يسعون لإخفاء جهات معينة متورطة معهم و لازالت موجودة للآن و تتولى مسؤوليات في الحكومة

تحويل مسار الثورة

الإستعانة بالأحزاب الموازية و المنظمات الغير الحكومية التي تتسم ببعض المصداقية و التي عمل النظام السابق على زرع الإنشقاقات الداخلية فيها والتي تتمثل في الشعب الدستورية داخل هذه المنظمات. حاولت هذه الأطراف الإلتفاف على الثورة و تبنيها من جهة أخرى زرع ثورة مضادة لثورة الشعب لإمتصاص المطالب الأصلية التي قامت عليها الثورة الأساسية وهي إسقاط الحكومة فنجد الأمن يتظاهر مطالبا بنقابة و الموضفين يطالبون في زيادة في الأجر.

إستفزاز الشعب

حاولت الحكومة المؤقة ربح الوقت لسبب ما ربما لا نعرف حقيقته لكن نعرف هدفه و أسبابه وهو الضغظ الخارجي الذي تفرضه القوى السياسات الخارجية لخوفها على مصالحها في البلاد فتراها تقوم بتحورات وزارية منصبة أناس سبق و ثبت تورطها مع النظام السابق و كأني بها تريد إثارة غضب الشعب و كذلك مستعينة بالإعلام. تخرج أخبار عن بعث أموال لجهات متناسيتا جهة أخري 

القارئ في ما يحدث يكتشف أنها توجد إنقسامات داخل النظام وهو ما يريدنا النظام تصديقه فهو رمي ما يحصل من فوضى و دمار على عاتق الطرف الثاني الذي يصفه بالجهات الخفية متوغلة في النظام تعرقل سير عمل النظام و لا تريد الإستقرار و الأمن للبلاد
بهذه الطريقة يحاولين التملص من المسؤولية. و من المأسف أن نظامنا لم يتمكن من صناعة فارس فرسان تونس الذي يلعب دورة المنقض الذي يعرض نفسه للخطر لكن  إرادة الشعب تنقضه، لم يتمكن النظام من فعل ذالك لأن النظام السابق ورط الجميع و أعني بالجميع كل شخص يوالي النظام السابق و سرعة إندلاع الثورة لم يعطيهم الوقت اللازم لتأهيل بطل جديد وهم بهذه الفوضى يتحصلون على أكثر ما يمكن من الوقت لتحقيق أهدافهم و تحظير خطة جديدة .

في النهاية مطلب الشعب هو إسقاط الحكومة برمتها  و تعنت هذه الحكومة و عدم إستجابتها لمطالب الشعب هو أكبر دليل على وجود أسرار خطيرة يخفيها النظام و لا يريد الكشف عنها  لأنها تظر بمصلحة القوى الإستعمارية فهذه الحكومة مجبورة على خدمة الجهات الأجنبية لأنها متورطة و كانا نعلم أن الحقبتين البرقيبية و نظام بن علي تم تنصيبها بمساعدة إما فرنسا بالنسبة لبورقيبة أو أمريكا لبن علي  لأن الصراع العالمي بين التكتل الفرنسي الأمريكي و الصين  على إفريقيا و ثرواتها قائم منذ مدو و إسرائيل تلعب دور كبير في خدمة المصالح الأمريكية الفرنسية في المنطقة
فالحقيقة أن الشعب التونسي اليوم في صراع مع القوى الإستعمارية و النظام الحالي هو الفزاعة التي يتحكم بها النظام العالمي الجديد في الدوا النامية الفقيرة و التي لا يرضى لها بالديمقراطية و الإستقلالية