الجمعة، 29 أكتوبر 2010

الإنسان و المعلومة


بسم الله الرحمان الرحيم

تحياتي أيها الإنسان

من أنت ؟
هذا السؤال لغير المسلمين

ربما تبتسم سخريتا لسذاجة السؤال لكني متأكد أن بداخلك شيئ مرتاب لا يقبل بإسمك أو شهادة ميلادك كإجابتا تشفي غليله و تمكنه من الطمأنينة التي يسعي ورائها

بكل بساطة المعلومة هي سبيلك لمعرفة الإجابة، نعم المعلومة فما عليك إلا أن تسعي لإمتلاكها لكن كيف ؟ و ماهي الوسائل ؟

اعلم كرمك الله أن العلم بالمعلومات يكون علي ثلاثة طرق أحدها طريق الحواس الخمس الذي هوأول الطريق، ويكون إستعمالها منذ الصبا و يشترك الناس كلهم فيها و كذالك الحيوانات والثاني هو طريق العقل الذي يتفرد به الإنسان عن الحيوان و الثالث وهو البرهان الذي يتفرد به للعلماء و أولي الألباب ويكون تفردهم بهذا بعد النظر في العلوم

واعلم أيظا أن هذا العالم بما فيه يتكون من العديد من المخلوقات وهي تتعايش بعضا مع بعض مأثرة الواحدة في الأخري لتحقيق الإكتفاء الذي يمكنها من مواصلة الوجود وكذالك محققتا توازن طبيعي للعيش في كنف الإستقرار و أنه كل تحريف لأصل الموجودات ينجر عنه خلل طبيعي سيأدي فقدان الشي ماهيته و بذالك يفقد دوره

إذا نستنتج أن الإنسان كعنصر موجود في الطبيعة له تأثيره وله ما يؤثر عليه فهذه الحواس تفقد قيمتها في غياب المحسوسات و بذالك ينعدم الحس، فالحواس أخي الكريم هي خمسة العين الأذن الأنف اللسان و اليد وهي آلات جسمانية و المحسوسات هي الأشياء المدركة بالحواس وهي أعراض حالة لعنصر من العناصر الطبيعية المحيطة بنا وهي تؤثر في الحواس فيتغير بذالك لمزاجها وهذا التغير للمزاج هو الحس

هنا نقول بتأكد لا غبار عليه أن المعلومة تدرك وعي الإنسان عن طريق الحس و الحس كما سبقنا في تفصيله ماهو إلا تغير في المزاج فالقول بالصدق المطلق للأشياء لا يجوز خصوصا في الإعتماد علي حواسنا فلا بد من الإطلاع الشامل لكل الظروف المحيطة بالأشياء والفهم الصحيح و التعمق في حقيقة الأشياء دون ترك أي جانب من الجوانب الملمة بها فظاهر الأشياء لا يسمح بالحكم علي باطنها فما ظاهرها إلا نتيجة لعددة تغيرات و تفاعلات وقعت بباطنها

فالمعلومة تعطينا حقيقتا يقينية علي ذاتها لكن لا يمكن الإستناد لها كليا للبحث في خارجها فماهي إلا حلقة من ضمن شبكة كاملة التنسيق و محكمة الإطقان للحقيقة المطلقة و بذالك فالثقة العمياء فيها لا تصح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق